Rechercher

lundi 23 mars 2009

عندما يشتم السي طلحة لالة الجزيرة


Ghada Owais
أو لسنا لأول مرة فى تاريخنا الحديث،  نستقى معلوماتنا من مصدر منبتق من أهوال عوالمنا ؟ أو لسنا لأول مرة  نعيش مع الجزيرة نهاية إحتكار الخبر والصورة من الشمال المتعجرف، مالك الرقاب والعقول والحقائق ؟ أو ليس هذا الغرب نفسه، وجد أن لامناص من اعتماد الجزيرة كمصدر خبري فى المواقع أو البيآت التى لايعرف كيف يصل إليها ولا كيف يتواصل معها ؟

مرحى بالسي طلحة جبريل، الذى أصبح يطل علينا كل صباح رباح ، فى إحدى صحفنا الشبه صاعدة، وإذا كنا نرحب به فلأنه يدشن ببلادنا إشراقات الفن الصحافى المشرقى فى كتابة العمود، كما يمارسه جهابذتهم وعلى رأسهم الفارس الأعظم أنيس منصور، الذى يحتل موقعه الشهير فى زاويته الأشهر ب"الشرق الأوسط" منذ قرن ويزيد ، ولم لا؟ وهو يتحفنا بما يشعل قرائحنا ...


 وأنيس حقا موهبة كبيرة، إنه يستطيع أن يخصص كامل عموده حديثا عن  شارب المأسوف عليه السادات ،وكيف إقترح عليه تقليمه بالصورة التى ظل عليها حتى "إستشهاده" فى منصته . بل قد يخصص عموده لتلك الفنانة العالمية التى يحتفظ فى درجه بملابسها الحميمية الوردية الداخلية ، التى أهدته إياها بعد أن غمستها فى أريج مسكها المسكر ... إلخ

الأستاذ طلحة جبريل، يمضى فى نفس الإتجاه المشرق،  إنه هو الآخر يمكنه أن يخصص عموده الكامل حديثا عن شعر أوباما الأبيض، أو عن "الكرز" أو عن امرأة" إطفائية" لذلك فإننا ونحن نصطدم به يحدثنا عن قناة الجزيرة فى عمودين متتابعين ــ  بالظبط مثل صيام شهرين متتابعين للثوبة والمغفرة ـــ    نعم، ما أن إكتشفنا ذلك حتى بهرنا، فقلنا مايقوله الأمريكيون عندما يندهشون " سومتين هاز بين بروكن" أى شيئا ما تكسر ..!

يقول الأستاذ المذكور عن الجزيرة "إنها قناة تهريج لاتحترم المقاييس المهنية "!  هكذا وبدون مقدمات، وكما يقول أشقاؤنا المصريون " حتة وحدة " نعم " الجزيرة قناة تهريج"، وللأستاذ حججه الدامغة، إنه يعطينا كدليل ذلك الحوار الشهير بين أحمد منصور وعبد الهادى بوطالب ، فهذا الأول " إحتكر الكلام أكثر من ضيفه، بل أراد أن يعطى إنطباعا أنه يعرف خبايا المغرب أكثر من بوطالب نفسه ".

قد يقول القارئ، إنها حجة ضعيفة، وقد يضيف آخر بخبث :" من  الغرام البوطالبى أو المخزنى ما قتل"، وقد يفحم أحد الملمين تفسيرا : " نعم قد يكون الصحافى أحمد منصور إحتكر الكلام، لكن ماحيلته  أمام ضيف لا يتحدث، وإن فعل، فحديثه همهمة وغمغمة ودمدمة ؟ ما حيلته وضيفه لا يريد إلا الحديث عما يخدم صورته والسكوت كل السكوت عن الملفات الخطيرة فى حياة الأمة ؟"

وقد يقول آخر : هل نحكم على هذه القناة إنطلاقا من واقعة أو إثنتين، أم نحكم عليها نوعيا وإضافة وتثويرا وفائض قيمة إعلامية ؟

أو لم تقدم لنا هذه القناة أجل وأشرف الخدمات الإعلامية ؟ أو ليست المظاهرات الأمواجية التى هزت أطراف البلدان العربية ، تضامنا مع غزة، تعود للتغطية الإعلامية لقناة الجزيرة ؟ أو لم يفكر بوش وزبانيته فى قنبلتها ؟ أو ليست أعدى عدو لإسرائيل وحلفائها من عشائريات وتوتاليتاريات متفسخة ؟

أو لسنا لأول مرة فى تاريخنا الحديث،  نستقى معلوماتنا من مصدر منبتق من أهوال عوالمنا ؟ أو لسنا لأول مرة  نعيش مع الجزيرة نهاية إحتكار الخبر والصورة من الشمال المتعجرف، مالك الرقاب والعقول والحقائق ؟ أو ليس هذا الغرب نفسه، وجد أن لامناص من اعتماد الجزيرة كمصدر خبري فى المواقع أو البيآت التى لايعرف كيف يصل إليها ولا كيف يتواصل معها ؟
   
خلال المراحل المأساوية والمؤلمة فى غزة، أو ضرب لبنان، أو سحق العراق ، ألم نكن نرى بالملموس صحافيوا الجزيرة وصحافياتها يتمزقون تحت أنضارنا، يكتوون بين الإلتزام القومى والإلتزام المهنى .. ما أصعب المعادلة ! ولكنهم كانوا يوفقون بدرجة كبيرة من الأنفة الإحترافية ، وشرف المسؤولية . من هنا إشراقهم.. من هنا إعتزازنا بهم ..وحبنا لهم ..

يؤسفنى أن الأستاذ طلحة لم يلمس هذا، قد يقول أحدهم، إنه يتحدث إنطلاقا من  ولاء وهابى سعودى، وأقول معاذ الله، إنه يفعل بطيبوبة لامكترتة، وسندى فيما أقول، أنى ما أكثر ما عرفت من أهل السودان بباريس أو لندن أو واشنطن ، ويشهد الله، أنى ماعرفت أشرف ولا أكرم ولا أطيب من أهل ذلك القطر الشقيق . 


الصباح