جاء فى صحافتنا الوطنية أن الزعماء الذين سطوا على الإتحاد الإشتراكى " كشكشوا وأرغدوا وأزبدوا" تحت قبة البرلمان تعبيرا عن غضبة ليست إلا إرهاصا للزوابع التى سيفجرونها وقد عادوا سالمين غانمين للمعارضة ولقواعدهم التى تستعد لاستقبالهم بالطعاريج مزغردة منشدة :" مرحى بالأشراف العائدين. مجللين بهيبة الإنجازات: عدلا وتعليما وتنمية وإرساء دعائم دولة الكرامة .. مرحى بالأبطال الذين جعلوا من أول حزب وأشرف حزب ليس آخر حزب وكفى! بل منديلا يمسح به المخزن نعاله المتسخة
إنهم لم يكشكشوا ولم يرغدوا ولم يزبدوا إلا تسخينا للطرح , وتحضيرا للبنادير, فالمعركة تنذر بأن تكون حامية الوطيس, وإذا فهاهو ولعلو يبحت فى دهاليزقصوره عن قبضته تلك التى كان يخبط بها الطاولة فى البرلمان فيهتز المخزن وتصفق الأمة . هاهو الأشعرى يبحت بين أبقاره وخيوله عن " عين العقل" . ذلك العمود الذى كاد يقصم يومها ظهر المخزن . هاهو اليازغي يبحت بين أنقاض الأمجاد عن خطب : " قافلة التحرير تشق طريقها بإصرار" هاهو الحميش الذى لم يكن لا فى العير ولا فى النفير ولكنه اليوم متحمشا محنشا حروزا جديدة . صارخا : " أنا رب الثقافة ومنبع الفلسفة وإن ادعت الثقافة الكلبة أنها بريئة منى فهاتوها حتى أذبحها بمنجلي البتار
هاهم الفرسان يعودون لاجتياز قفار المعارضة, وما ضرهم والشعب الأبي بجانب الأباة من أبنائه. هاهم إذا يعودون لساحات الوغى على امتداد الوطن.. وهموم الوطن.. وفقر الوطن.. وذل الوطن.. وهوان الوطن.. وسوء طالع هذا الوطن
هاهو كبير فرسانهم : القائد المبجل الراضي .. المرضي .. المحضي يهدد غريمه الجديد بنكيران, بالكي والشي ظهرا وبطنا على مجمر المعارضة .... ويضيف : " واعلم أني لكم تمنيت أن أراك يا إ بن كيران بلحية من صنف لحية الشيخ ياسين حتى أنتفها زغبة زغبة, لكن ما الحيلة ولحيتك أقصر من سروال علي .! غير أنى أحلف بما يحلف به الرجال الأشداء, لأستعملن أظافري وأسناني حتى أنتف ما بدا وما خفي من لحيتك .. فما تنتهى ولايتك إلا ووجهك حليقا أمردا كوجه غلام يسر الناضرين
الراضي المرضي فى البرلمان الراشي المرشي
هاهم الفرسان يعودون , هاهم ينفضون الغبار عن متاريسهم , عن رماحهم هاهم يخرجون من أنفاقهم صورة الشهيد العظيم , هاهم يشحذون ألسنتهم فقد أصبحت عصية بما استأنسته من هش وبش أمام أولى الأمر, هاهم يهيئون أياديهم لمصافحة أيادي الشعب الخشنة , فأياديهم أصبحت رخوة بما تعودت عليه عدا ونقدا . هاهم يحاولون الإستواء وقوفا وأنى لهم ذلك وظهورهم تقوست تمسحا بالأعتاب الواطئة
لكن ما الحيلة ؟ فعليهم مسؤولية إنقاذ الأمة , وإنقاذ ملكيتهم للحزب المهددة من شبيبة اتحادية طافحة بعزة الشباب , ومخلصة لروح الشهيد العظيم , ومعها شبيبة عشرين فبرارية تجند الشوارع والساحات وكل الفضاءات ! ما حيلة الفرسان إلا المعارضة سبيلا لجندلة الخصوم وإنقاذ المخزن والعودة غدا للسلطة مظفرين معززين مكرمين
هاهم ينفضون عن صحيفة الإتحاد الإشتراكي غبار الخنوع , هاهي تتألق وتستعيد خطابها ومجدها يوم كانت بعبعا تخيف به الأمهات أطفالهن العصاة, هاهي تغادر أدراج المكاتب المقفلة مثل المارد يغادر قمقمه , هاهي الجماهير الكادحة , تعانقها , تتخطفها. قبل أن ترفع على أكتافها الزعماء الأشاوس . وهاهم التقدميون التحرريون يرسمون طريق الحقيقة المطلقة بأحرف من نار ونور
وأخيرا وقد انجلى غبار المعركة .. هاهم ينتصرون على الخصوم وعلى الشبيبة, هاهم ينتشلون من جديد مقاليد الحزب ومقاليد الأغلبية السمينة ويعودون للسلطة وهاهو الراضي المرضي رئيسا مدى الحياة , للبرلمان الراشي المرشي , وهاهو اليوسفى مرة أخرى يتعتر في أذيال نزاهته , يقتحم مجلس الأمة يحمل المصحف الشريف حتى يقسم قسما جديدا أمام العهد الجديد القديم!.. هاهم رفاقه الأشاوس يتبارون على البر والتقوى, فمن كان يملك ضيعة سيشيد ضيعتان , ومن امتلك قصرا سيشيد قصران, ومن نهب بنكا سينهب بنكان .. فلنصفق لنجاحهم ...وعاشت الإشتراكية لأهلها .. والفقر.. كما الذل.. كما الهوان..كما الأمية .. كما أكواخ الصفيح .. لهذا الشعب الصابر على هذا البلاء العظيم