Rechercher

mardi 5 mai 2020

فهد الشمري ينشر عاره بين المغرب والمشرق

 لا ينكر أحد أن العربية السعودية أرض الرجال الكرام. لكن، مما يؤسف له أنه مع مجيئ محمد بن سلمان، فإن هؤلاء الرجال الأشراف هم اليوم في السجون، أو المنافي، أو محكومون بالصمت تهديدا بالسوط و إن لا فالسيف. هل نستغرب أن هذه البلاد أصبحت تُمطرنا بنوعيات من المواقف المُخزية. وهكذا فالمدعو فهد الشمري، وهو أحد الجهلة من بقايـا داحس والغبراء، خرج علينا بمقالة طنانة، مصحوبة بفيديو زعـيـقـه أخرج كل المومسات والمومسين من مجالس فحشهم، تصفـيقا للـسبـع الـغـضـنفـر.. .                   


 

دعونا نقتطف بعضا من عُـصارة حكمة هذا السبع : اقتصاد المغرب يرتكز على البغاء، أي على تصدير النساء واستثمارهن في هذا الميدان، لجلب العُـملة الصعبة. وهذا يعني حسب هذا الفاسق المُلهَـم، أن بلاد المغرب والمغـاربة يعيشون بفضل الفـُـروج الطرية، وما تحصده من فواكه عسيرة أو دانية !



 

ويضيف هذا الجهبذ الألمعي، بأن أهل المغارب ويسميهم بذوى الطرابيش، استهزاء وسخرية، هم كُسالى، لا همة لهم في العمل. وإذا فهم يُشيدون اقتصادهم على السياحة، في انتظار السواح الذين يمدونهم بالعُـملة الصعبة، لعل هذا يحرك اقتصادهم المعتل. لكن وعلى غير توقع، جاءت الكورونا فانهارت السياحة، وانهارت دور البغاء، وانهار اقتصاد الورق، فإذا بهذه البلدان في إفلاس مبين ! وهذا يعـني أنها اليوم لا تملك إلا الاستنجاد بسيدة الأمم، وحامية الدمم، مالكة الخزائن، ومفاتيح الجنة وجهنم، أي الدولة السعودية دام لها السؤدد والمجد. . .


 

ويتطرق جُـهـبـذنا الألمعي لقضية الصحراء المغربية، فيقول إن أهل الصحراء كانوا تحت الاحتلال الإسباني مائة وعشرين سنة، وطوال هذه المرحلة، لم يتوقفوا لحظة عن مقاومة الاحتلال، حتى إذا حرروا وطنهم أخيرا، وتنفسوا الصعداء، بعد طول معاناة، فوجئوا   بالمغرب يحط  رحاله بأرضهم، ليستعمرها مُـدعـيا أنها أرضه  حَـرْثا وإرثا.


 

وحتى نكون أكثر موضوعية، نقول أن الفـارس المُـشمِّـر الشمري، يرى في آل سعود كائنات من صنف سماوي. أو لسنا نراهم يمشون مَرَحا وزهوا، وإن كانوا بأذناب بين سيقان ؟ لذلك فهو يميز جيدا بينهم وبين هذه الحُـثالة من المغاربيين الذين يسميهم ذوو الطرابيش، وشتان بين أهل العَـقـال وأهل سوء المآل، ولكنه لا يقف هنا بل يمضى أبعد من ذلك ليوجه لكَـماته الرَّعدية، حتى وإن كانت تنفجر خلفا، لأهل فلسطين فهم في نظره "مجموعة شحاذين بلا شرف" !  ويقول ليس هناك من شيء إسمه القضية الفلسطينية. بل يؤكد أن المسجد الأقصى المبارك ليس إلا "معبدا يـهـوديا" وأن الصلاة بمسـجد مغـمور بأوغندا "أشرف من الصلاة بالـقـدس".... إلخ. أعتذر أمام القارئات والقراء الكرام، وأنا أنشر هذا الإسهال بهذه الرائحة الـقـذرة، التي تسقـط الطيور من عـلياء سماواتها.



 

نعم، أعتذر عن هذا، لكن أولا الأمر يتعلق بِـسِمة من سِمات انحطاطنا، وما ينضح به من جهالة جهلاء، وخيانة لأنبل القيم، وأشرف المعالم، ودوس أقدس المرجعيات.  لكل هذا فإن هذا الخطاب، بهذه اللغة الركيكة، وهذه العربية المُرقعة، غني بأكثر من دلالة. مما يـقـتضى منا تحليلا منيرا لدروبه السيكولوجية، لعلنا نجيب على هذا السؤال الموجع:  لماذا يشتمنا هذا الرِّعديد  بلسان منـتـفـخ بنفط، ومُخ تَـبَهدل بين سيف وسوط؟.


 
Ahmed Ben Bannour
 لماذا لا يرى هذا الفاسق بلادنا إلا ماخور دعارة ؟ لا شك أنه زار بلادنا مرارا، ولأنه لا يملك أدنى رصيد معرفي، ولا تربية ثقافية، فبالأحرى أدنى حس ديمقراطي، لذلك فهو لا يهتم البتة بزيارة المتاحف، ولا زيارة المكتبات، أو الأندية الفكرية، أو العروض الفنية. في غياب كل هذا الذي لا يفهمه، فإن الحضور كل الحضور للغرائز الدنيا، ولأنه المكبوت المهووس بالجنس،  فإنه يوظف سماسرة البغاء الذين يهرعون للأحياء البائسة، بحثا عن الفتيات المسحوقات، تحت نير القهر و الفقر. هؤلاء الفتيات المسكينات هن ضحايا هذا الجهبذ الألمعي، إنه يغريهن بالرخاء والغـنى، أو ليس أمير الأمراء ؟ لكنه ما أن يقضي حاجته، حتى يلقي بهن في عرض الرصيف، وقد نسي حـتى أن يـنـفحـهـن دريهمات معدودة..



إنه هنا في عز صولاته وجولاته، ما أن ينشب أظافره في هذا الجسد الغض، حتى يعيد الكَـرَّة مع جسد جديد. إنه لأول مرة في حياته يرى جسد إمرأة عارية، فكيف وقد تعود على جسد المرأة مُـبـرقـعـا في خيمة مرصودة، على كل باب من أبوابها ألف ناب لألف كلب مسعـور ! إنه في دور البغاء، أبا زيد الهلالي، وإن لا فـعـنترة العبسي، ينتفخ أوداجا ويصرخ متوجها لابنة عمه الوهمية في أرضه  الطاهرة: "يخبرك من شهد الوقيعة يا إبنة مالك... بأني أغـشى قلاع الأنوثة بهمة وطِعان خَـلس". ثم لا يلبث أن يضيف : "متى ننقل للمغرب رحى رجولاتـنا. تـكون نساؤه طـحـينا لبطولاتـنا".                                     


 

وهكذا فإن الجهبذ الألمعي، ينتفخ وينتفخ، إنه في مجالس لهوه يحتسي الكأس و يزدرد الفرخة تلو الأخرى، أو ليس أمير الأمراء، أو ليس حواريوه وسماسرته ينادونه بالأمير، إنه يزداد انتفاخا ويزداد نفخا في عـقـال أصبح هـالـة أحاطت برأسه، فبدى الصِّـفـرُ قمرا يُـضيء الحكمة والسماوات العُـلى.


Ahmed Ben Bannour

وفى الصباح يستيقظ جهبذنا الألمعي من سكرته، فيكتشف نفسه وقد تقيأ على عـقاله رمز مجده، وأكثر من هذا، لطخ سرواله مربط  فساء رجولته، ويكتشف نفسه متخبطا في ماخور بغائه، وأنه لم يقض ليلته إلا مع نساء مهمشات ألقت بهن ظروف الفقر بين أظافره. ساعتها يخرج للشارع وقد أفرغ ما في حُـويصلته، ساعتها يكتشف الحرائر المغربيات الأصيلات، إنهن يقدن القطارات والطائرات، إنهن الرائدات فنا وعلما وحضارة وطموحا ديمقراطيا نبيلا. وأكثر من هذا، إنهن يجهزن على الأزلام والأصنام، ويُـعِـدن رسم خريطة الحلال والحرام. وفي لحظة ينهار العالم من حول جهبذنا العلامة، إنه يفرك عينيه من الدهشة، لا يعرف أيـُـسـوي من عقاله فوق رأسه، أم يلملم أسمال عباءته، إن الكون يميد تحت قدميه،  فكيف وهو أمير الأمراء، يكتشف ولا امرأة من هؤلاء تجود عليه بأدنى نظرة. فبالأحرى أن تقاسمه كأس شاي، وكيف وهو لا يملك لغة هذه المرأة، ولا رُقيها الحضاري، والتي لو تحدث إليها لأشارت عليه بالتجمد في متحف الديناصورات، وبقايا النوق المنقرضة. وتـثـور نعرة بني عبس وبني تغـلب، ومعها الثارات الجاهلية، دفاعا عن شرف القبيلة، وشهامة العـشيرة، وإذا فكل هؤلاء النساء أمهات وبنات الهوى، وكل هذه البلاد تـقـتات مما تجود به الأفخاذ التي هتكت ستار الحشمة!                        


 

لكن، ولإعطاء كل ذي حق حقه، وجب القول أن هذا العالِم العلامة على علم و معرفة بالبغاء، وعلاقته بالاقتصاد والسيولة النقدية، وهذا لا يعني إلا شيئا واحدا، وهو أنه بالإضافة إلى كونه زبونا مواظبا على دور الدعارة، فإنه تاجرا متمرسا في هذا المجال، أي بصريح العبارة قوادا نخاسا، تَعَود دخول سوق القوادة بمومس عَـبْـدة "أذنها في يده دامية"، إنه يعرض بضاعـته كاشفا عن أسنانها، فنهديها، ووركها، وكونها تصلح للسجادة و العبادة، وإذا لم يقتنع الزبون، فإنه يطلب منها إنجاز رقصة بطن، تشعل غرائز المشتري، فيفتح صندوق دراهمه عَـدّا ونقدا.

 


Ahmed Ben Bannour

حرائر السعودية، المُـغـيـبات في سجون العار

 لا أحد يختلف معي في أن هذا السافل، الذي يشتم بلادنا جهلا و وقاحة، ويدوس على أنبل القيم دينا وحضارة وقضية. هذا السافل، لو كان يملك أدنى شهامة، لكان انبرى دفاعا عن حرائر السعودية، المُـغـيـبات في سجون العار، وكل ذنبهن أنهن طالبن بالحق في أرواحهن وطموحهن، وبحقهن في الكلمة النبيلة، أي بالضبط هذه الكلمة التي يغـتصب شرفها الجهلة والمرتزقـة، من أمثال هذا المُسترجل الذي بدون حياء يتنكر لرجولته، حتـى يـنـط قـفـزا أمامنا... عاريا... عارضا عورة جهله... وتـعـفـُّـن لسانه أمام العالمين...

الدكتور أحمد بن بنور